رامي رشدي يكتب: كيف نجح ليفربول كلوب في خطف المباراة من أنياب توتنهام بوتشينيو ؟

نجح ليفربول في خطف 3 نقاط ثمينة للغاية، مساء اليوم الأحد، على أرضه ووسط جماهيره، في المباراة التي أقيمت على ملعب “الانفيلد”، وتغلب الريدز على توتنهام في واحده من أبرز مباريات القمة لأندية الكرة الإنجليزية، في الجولة العاشرة من الدوري الإنجليزي موسم 2019 /2020.

قمة ممتعة كرويا من حيث الإثارة والقوة والمتعة، وأن كانت متوسطة فنيا، لأن الملعب أصبح أقرب لساحة حرب، وعمليات من الكر والفر والاصطدامات القوية، توتنهام كان يلاعب ليفربول بنظرية “الكرة الدرتي”.

كعادته في طريقة لعبه المعتاد للعالم، دخل المدير الفنى الألماني يورجن كلوب المباراة بتشكيلته المعتادة، وطريقته المحفوظة وهي 4 / 3 / 3 بطريقتها الكلاسيكية لا تعديل فيها ولا إبداع، معتمدا على أفضل ظهيرين في العالم في الوقت الحالي بلغتي الأداء والأرقام، ” أرنولد – وروبيرسون”.

في نفس الوقت لا يمكن أن تحسم مسبقا ما هي الطريقة التي يلعب بها بوتشتينو المدير الفني الأرجنتيني لتوتنهام، ولا ماهية أفكاره التكتيكية مسبقا، فهو مدرب متحرر تكتيكيا، خصوصا هذا الموسم لا يعتمد على خطة بعينها ولا طريقة خاصة، فكل مباراة بأفكار خاصة وبعملية التدوير بين اللاعبين، ولكن عندما تجد في التشكيلة المعلنة، وجود إريكسن وسون وآلي وكين، فبدون مقدمات، استعاد طريقته الكلاسيكية التي لعب بها العام الماضي 4 / 2 / 3 / 1 .

ولكن مع بداية المباراة وفي أقل من ٤٨ ثانية ومن كرة مرتده من القائم تعامل معها هاري كين بمنتهي الروعة في رد الفعل لتسكن شباك اليسون بيكر ، وتعلن عن أسرع هدف دخل في مرمى ليفربول هذا الموسم.

هنا كشر ليفربول عن انيابه وضغط بكل قوة عن طريق الظهيرين “ارنولدو – وريبرسون” وبمساعدة هيندرسون من وسط الملعب ناحية اليمين، وفينالدوم من وسط الملعب في ناحية اليسار، وان تحمل فابينو عبء وسط الملعب ولكنه تعامل مع المباراة بمنتهى القوة والصلابه، في نفس الوقت الذي تاه فيه الثلاثي الأمامي ماني وصلاح و فيرمينيو، بين غابه السيقان والرؤس أمام المرمى.

بعد الهدف مباشرة حول بوتشتينو طريقته للدفاع واللعب بطريقة 4 / 5 / 1 وتتحول إلي 4 / 3 / 3 في اعتماد الهجمة المرتدة السريعة، وهي أن يسقط اريكسن لمساعدة الظهير الأيسر اورير، في نفس الوقت يعمد سون لمساعدة الظهير الأيمن روز، ويسقط ديلي آلي وسط لاعبي المحور سيسكو و وينكس، وفي الهجمة المرتدة يعتمد على انطلاقات إريكسن وسون من الطرفين وكين من العمق، مع اعتماد نهج المثلثات وتضيق مساحة الملعب على الخصم والضغط ب3 لاعبين على حامل الكرة.

على تلك الوتيره كان الشوط الأول الذي كان نجمه با امتياز حارس مرمى توتنهام الأرجنتيني جازانيجا، الذي انقذ مرماه من أهداف عديدة واستطاع أن ينقذ توتنهام من 4 أهداف على أقل تقدير.

انتهي الشوط الأول بنفس ذكريات المباراة الماضية على ليفربول كان متأخر بهدف امام مانسشتر يونايتد، ووضع الحافلة أمام المرمى، الأمر يتكرر مع توتنهام نفس الحافلة لكن مع أنياب هجومية يمكنها أن تقضي عليك في آي وقت.

بنفس فلسفة الشوط الأول خرج توتنهام من غرفة الملابس بعد الإستراحة، لكن كلوب كان له رأي آخر وهو فتح الملعب على الأطراف أكثر، والاعتماد على الكرات العرضية خلف لاعبي توتنهام، واستغلال الاندفاع البدني علي حساب التكتيكي، مع اعتماد لعب رميات التماس خلف مدافعي توتنهام، وكان له ما أراد في الدقيقة 54 حين استغل أحد الكرات التي اندفع فيها مدافعي توتنهام، وتهيأت لهندرسون الذي سددها بقوة بين أقدام مدافعي توتنهام وعجز الحارس الأرجنتيني جازانيجا عن التصدي لها.

بعد التعادل لم يتغير شيء على أرض الميدان، من كلا المدربين حتى الدقيقة 74 عندما ورط ساديو ماني بذكاء شديد مدافع توتنهام في ركلة جزاء صحيحة تصدى لها محمد صلاح ليضعها بقوه على القدم الثابته اليسري للحارس الأرجنتيني جازانيجا معلن تقدم ليفربول بهدفين لهدف، بعد الهدف تحولت المباراة في خططها حيث عمد يورجن كلوب للحفاظ على النتيجة في ظل الاندفاع الهجومي المتوقع من توتنهام، فعمد لتغيير فينالدوم بالمحضرم ملينر، في نفس التوقيت عاد بوتشتينو الي فلسفته الهجومية واعتماده لطريقة 3 / 4 / 3 ، وتحرير إريكسن وسون وكين واقحام لوكس مورا بديل اورير ليشكل مع سوسكو وآلي وندومبيلي بديل وينكس.

مع استمرار المباراة واقترابها لصفارة النهاية والتي أعلنت عن خروج محمد صلاح مصاب ليحل بديلا له جوميز ليغير كلوب من خطتة إلي 4/ 4 /2 ، خصوصا بعد أن شارك اوريجي أيضا بديلا لفيرمينو، لينجح ليفربول في الخروج بالمباراة لبر الامان واستمراره في صدارة البريميرليج ب28 نقطة بفارق النقاط الست عن منافسه المباشر مانشستر سيتي، ليظل توتنهام في نكبته في المركز 11بـ 12 نقطة.

error: Content is protected !!