رامي رشدي يكتب : “بوتشتينيو” المسؤول الأول عن نكبة توتنهام؟

لابد من قراءة في عقل المدرب الأرجنتيني “بوتشتينيو” المدير الفني لفريق توتنهام، قبل اللقاء المرتقب مساء الأحد القادم مع كتيبة ليفربول بقيادة المدرب الألماني” يورجن كلوب”.

بوتشتينيو ليس في أفضل حالاته في الوقت الحالي مع فريق توتنهام، خصوصا بعد النتائج المخيبة للآمال وعشاق توتنهام في دوري أبطال أوروبا والدوري الإنجليزي، وخروجه من كأس الرابطة، والتي وضعت كثيرا من الأقاويل حول الرحيل المحتمل للمدرب الأرجنتيني من العارضة الفنية لفريق توتنهام، ولكن ما يعقد الأمور هو قيمة الشرط الجزائي في عقد المدرب والبالغ 35 مليون يورو، والتي تضطر إدارة توتنهام دفعها في حالة فسخه، والذي تم تجديده العام الماضي حتى عام 2023.

التقارير الصحفية أكدت أن بوتشتينيو عقد جلسة مع إدارة نادي باريس سان جيرمان الفرنسي خلال عطلة الفيفا وأثناء زيارته الأخيرة لقطر، ليخلف الألماني توماس توخيل على العارضة الفنية للنادي الباريسي.

في نفس الوقت لا تمانع إدارة توتنهام في ذلك، لأنها لا ترغب في دفع 35 مليون يورو للمدرب الأرجنتيني، وتريد أن يفسخ هو العقد، أو يدفع لها النادي الجديد قيمة هذا المبلغ، ما يؤكد هذا ..الأنباء الواردة من مدينة تورينو بأن المدرب الإيطالي اليجري حزم حقائبه قاصداً لندن لخلافة بوتشتينيو.

لا يختلف الأمر كثيرا في غرفة ملابس النادي اللندني، فرغم علاقة الحب والود التي تربط المدير الفني بلاعبيه، إلا أن سوء النتائج والعروض قد وصلت بالاثنين إلي هذا الواقع، فليس بالحب والعاطفة فقط تدار كرة القدم وتحصد الألقاب والبطولات.

ولكن ما وصل بتوتنهام و بوتشتينيو إلي هنا؟ بعدما غزو العام الماضي سمع وبصر الكرة الأرضية بعملاق اسمه السبيرز، ووصل لأول مرة في تاريخه لنهائي دوري أبطال أوروبا، وحصد المركز الثالث في الدوري الانجليزي الممتاز، وصل لتلك النتائج بعد 4 مواسم من العمل سويا.

نشير بأصابع المسؤولية والاتهام الي ” بوتشتينيو” وعقليته المتحررة وأن شئت قول الجريئة أيضا، فما ينفع في طريقتك وأن تصنع فريقا بطلا، لا تناسب فريقا يريد الحفاظ على القمة.

لا تستطيع أن تجزم ما هي الطريقة التي يلعب بها المدير الفني الأرجنتيني في كل مباراة، وما هي خياراته التكتيكية، يكفيك أن تتذكر عقليته في إدارة مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما دفع بكل أوراقه الهجومية على حساب خط الوسط والدفاع، في الشوط الثاني، بعدما تأخر في النتيجة بهدف امام ليفربول، فعاقبه الريدز بالهدف الثاني با أقدام البلجيكي اوريجي.

طريقة 4/ 2/ 3 / 1 هى المعتمدة بنسبة 50 % والتي وصل بها العام الماضي إلي القمة، وأن كان يقوم ببعض التغيرات فيها إلي 4/ 1 / 2 / 1 / 2 وذلك بأن يتحول لاعب الارتكاز إلي مدافع ثالث وفتح الملعب بالظهيرين في مرحلة بناء الهجمة، مع إعطاء حرية حركة وانسيابيه للجناحين ورأس الحربة مع اعتماد المثلث المقلوب او القائم حسب الحاجة، وتضيق مساحات الملعب على الخصم، واللعب بطريقة المثلثات بطول الملعب، بالضغط بقوة في حالة فقدان الكرة واسترجاعها، فلسفته الهجوم ثم الهجوم ثم الهجوم ولو كان على حساب الدفاع، وبتلك الأفكار الجرئية وصل للقمة في أوروبا والدوري الإنجليزي، مع تقديم متعة كروية حقيقة ملئية بالإثارة والقوة والمتعة حتي العام الماضي.

لكن فجأة وبدون مقدمات ومع بداية الموسم اعتمد بوتشتينيو طرق مختلفة كل مرة يلعب بطريقة مختلفة، لو تابعنا آخر ٣ مباريات لتوتنهام تجد انه لعب ب ٣ طرق مختلفه تمام، وان كان في الطرق المختلفة يريد أن يلغي طريقته المعتمدة على مدار سنوات بثنائي في وسط الملعب أو واحد، الي الاعتماد على ٣ لاعبين في وسط الملعب، مع إلغاء دور لاعب الارتكاز المحوري الذي يقوم بدور الربط بين جميع الخطوط ، في إشارة الي الاستغناء عن اللاعب الفذ اريسكون والذي بات حبيس دكة البدلاء، بعد أن كان هو اللاعب الأهم في تركيبات المدير الفني الأرجنتيني خصوصا العام الماضي، فلمصلحة من تم تهميشه؟

الأمر لم ينتهي عند أريكسون فقط عندما تستغني عن ظهير عصري بإمكانيات وجودة” تيرببر” ولم تعوضه بلاعب من نفس الطينه والخامة فالمشكلة أصبحت انت المسؤل عنها ؟

هناك مشكلة أخري ستواجه توتنهام ولن يجد لها حل ماذا لو أصيب هاري كين؟ من البديل؟ لماذا تم الاستغناء عن لورينتي؟

لك أنت تتخيل أنه في حالة إصابة “كين” لا يوجد له مهاجم بديل حاليا ، بمعادلة بسيطة” لورينتي” كان يمثل حلا سحريا لتوتنهام، فكان بديلا ولا اروع لكين، ويعد من أفضل لاعبي العالم في الكرات الهوائية ، لك أن تتذكر انه من حسم تأهل توتنهام لدور نصف النهائي دوري أبطال أوروبا العام الماضي على حساب مانشستر سيتي، ولا تنسى انه صاحب الفضل في تأهل توتنهام لنهائي دوري أبطال أوروبا على حساب أياكس أمستردام بعدما مهد تقريبا الأهداف الثلاثة.

فكل ما سبق يؤكد أن بوتشتينيو هو السبب الرئيسي في النتائج المخيبه لتوتنهام، ماذا يحدث ستكشف عنه الأيام القادمة؟.

error: Content is protected !!